فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{رَبِّ هَبۡ لِي حُكۡمٗا وَأَلۡحِقۡنِي بِٱلصَّـٰلِحِينَ} (83)

{ حكما }علما كاملا يصح به إيماني وتستقيم به شرعتي .

{ رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين83 واجعل لي لسان صدق في الآخرين84 واجعلني من ورثة جنة النعيم85 واغفر لأبي إنه كان من الضالين86 ولا تخزني يوم يبعثون87 يوم لا ينفع مال ولا بنون88 إلا من أتى الله بقلب سليم89 }

بعد أن دعا إبراهيم عليه السلام قومه إلى الإله المستحق للعبادة ، ونابذهم العداوة وما يدعونه من دون الله ، وأثنى على ربنا بما هو أهله ، وأنه المولى الخلاق الرزاق الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء عمن ناداه ، ويتولى أحبابه فيفرج عنهم الكربات ، ويتجاوز لهم عن السيآت ، ويعظم لهم الدرجات ، ثم تضرع إلى ربه أن يهبه علما به وبما ارتضاه من شرعة ومنهاج ، حتى تصلح أعمال قلبه وأعمال جوارحه بهذا الفهم والعلم ، وبالنبوة والرسالة إلى الخلق ، { وألحقني بالصالحين }- أي بالنبيين من قبلي في الدرجة ، وقال ابن عباس : بأهل الجنة ، وهو تأكيد لقوله : { هب لي حكما }-{[2700]} .

ونقل عن ابن عباس في قوله تعالى : { واجعل لي لسان صدق في الآخرين }


[2700]:ما بين العارضتين أورده القرطبي.