فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (67)

{ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين . وإن ربك لهو العزيز الرحيم } إن في الذي يقصه علينا الكتاب المبين ، من أنباء المرسلين ، لعلامة على اقتدار الملك المتين ، وغيرته على حرمات الدين ، وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، وإنجائه لرسله والمؤمنين ، ومع وضوح الآيات ، وسبق المثلات ، فقليل من العباد من يشرك ، ويتدبر ويستيقن ويذكر ، وأكثرهم كفور جحود ، بطر عنيد ، { وإن ربك لهو العزيز الرحيم } فاثبت ومن معك على اليقين الراسخ في أن مولاكم عزيز يغلب ولا يغلب ، قهر كل شيء وعز عليه ، وهو بكم رءوف رحيم ، فمهما كثر عدوكم ، وجمع وأعد لكم ، فإن الله معكم ولن يتركم أعمالكم ، وقلتكم لن تذهب ريحكم ، { . . كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين( {[2688]} ، [ فمن عزته قدر على عقوبتهم ، ومن رحمته بين لهم الدلائل ليتفكروا ويعتبروا ]{[2689]} .


[2688]:سورة البقرة. من الآية 249.
[2689]:ما بين العلامتين[ ] من تفسير غرائب القرآن.