{ فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم26 ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين27 }
فصدق لوط دعوة إبراهيم ، وآمن بما جاء به عن ربه ، هكذا صبر إبراهيم على تكذيب قومه ، وما فتر عن تبليغ الرسالة ، بل وفى عليه الصلاة والسلام وأقام على كل أصحاب الملل الزائغة من قومه الحجة ، جادل المفتون المتأله –النمرود- إذ زعم الهالك أنه يحيى ويميت ، فحاجه إبراهيم ، وبهت الذي كفر ، وجادل عباد الكواكب والقمر والشمس فأبطل زعمهم ، وجادل عبدة الأصنام بدءا بأبيه ثم بسائر الوثنيين فأقام عليهم الحجة البالغة ، فهموا بتحريقه خذلانا للحق وانتصارا للشرك والإفك ، وما استجاب له بعد هذا الكيد كله إلا ابن أخيه أو ابن أخته- كما قال المفسرون- وآمنت به سارة وكانت بنت عمه ، وهدى الله تعالى لوطا ، وقال إبراهيم إني تارك أرض قومي- الكوفة- ومرتحل إلى حيث يحب ربي ، إلى أرض الشام ، ويشهد لذلك قول الحق تبارك وتعالى : )ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين( {[3202]} ، وإن ربنا لهو القوي الذي لا يغلب ، ولا يمانع مراده ووحيه ، ولا يطفأ نوره ، وهو الحكيم في فعله وقضائه ، لا يفوته الصواب ، بل يدبر ويصرف الأمر بتقدير وعلم تامين وحكمة .
وذكر البيهقي عن قتادة قال : أول من هاجر إلى الله عز وجل بأهله- بعد لوط- عثمان بن عفان رضي الله عنه .
قال قتادة : سمعت النضر بن أنس يقول : سمعت أبا حمزة – يعني أنس بن مالك- يقول : خرج عثمان بن عفان ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة ، فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم ، فقدمت امرأة من قريش فقالت : يا محمد ! رأيت ختنك{[3203]} ومعه امرأته ، قال : " على أي حال رأيتهما " ؟ قالت : رأيته وقد حمل امرأته على حمار من هذه الدبابة{[3204]} وهو يسوقها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صحبهما الله إن عثمان لأول من هاجر بأهله بعد لوط " قال البيهقي : هذا في الهجرة الأولى . . اه
ومن الله الشكور الودود ، الولي الوهاب على إبراهيم فرزقه إسحق ولدا ، ووهب إسحق يعقوب ، وإنما وهب له إسحق من بعد إسماعيل عليهم صلاة الله وسلامه- وجعل سبحانه في ذرية إبراهيم النبوة فلم يبعث نبي من بعده إلا من ذريته ، { والكتاب } فالتوراة والإنجيل والقرآن نزلت على أنبياء من نسل إبراهيم- عليه الصلوات والتسليم- ومنحه الله ذكرا باقيا إلى يوم القيامة وآتاه ما لم يؤت أحدا من العالمين ، فاتخذه خليلا ، هذا من أجره في هذه الحياة ، وأما في الأخرى فهو في عداد من كمل صلاحهم ، وتم فوزهم وفلاحهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.