فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقَالَ إِنَّمَا ٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا مَّوَدَّةَ بَيۡنِكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يَكۡفُرُ بَعۡضُكُم بِبَعۡضٖ وَيَلۡعَنُ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا وَمَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (25)

{ وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين25* }

وقال إبراهيم لقومه : إن ما عبدتم من دون الله ليست إلا أصناما جامدة ، وحجارة هامدة ، لا يستسيغ العاقل المتفكر أن يعظمها أو يخضع ، كما حكى القرآن عنه في آيات أخر : ) قال هل يسمعونكم إذ تدعون . أو ينفعونكم أو يضرون( {[3197]} )قال أتعبدون ما تنحتون( {[3198]} ؟ ! اتخذتم الأوثان وعبادتها مذهبا تتحابون وتجتمعون وتتآلفون عليه ، أو تخشعتم إليها وتقربتم ، فعل المواد المحب ، كأنكم تطمعون في خير تنيلكم ، وهيهات : )فإنهم عدو لي إلا رب العالمين . الذي خلقني فهو يهدين . والذي هو يطعمني ويسقين . وإذا مرضت فهو يشفين . والذي يميتني ثم يحيين . والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين( {[3199]} ، وأنتم وما عبدتم لن تكونوا يوم القيامة إلا أعداء ، ويتعادى كذلك كل الذين تواصلوا على غير حب الله ، فمن توادوا على تعظيم الأصنام وعبادتها يتبرأ بعضهم من بعض ، ويدعوا كل منهم على الآخر باللعنة وسوء الدار ، والطرد والبعد من رحمة العزيز الغفار : )إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم . . ( {[3200]} ويتلاومون ويتخاصمون ، وهم جميعا مخذولون ، فلن يمنعهم من الله مانع ، وما ينصرهم حين يقذف بهم جميعا في السعير من نصير ، وما هم بخارجين من النار ، وصدق الله العظيم : )واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا . كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا( {[3201]} .


[3197]:سورة الشعراء. الآيتان 72، 73.
[3198]:سورة الصافات. الآية 95.
[3199]:سورة الشعراء. الآيات من:77 إلى 82.
[3200]:سورة الأنبياء. من الآية 98.
[3201]:سورة مريم. الآيتان 81، 82.