فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُلۡ صَدَقَ ٱللَّهُۗ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (95)

{ قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين } أمر للنبي صلى الله عليه وسلم والأمة له تبع أن يذكروا بأن مولانا الحق يقول الحق ويهدي للتي هي أقوم فكل ما صدر عن ربنا فهو صدق وعدل ولا تبديل له فاتبعوا ملة الإسلام فإنها ملة إبراهيم عليه السلام والشرع الذي جاءه من الملك العالم ، ولقد كان الخليل - صلوات الله وسلامه – حنيفا مائلا عن سائر الأديان الباطلة إلى دين الحق مستقيما على شرع الله تعالى ومنهاجه وما رضي عن شرك ولا بأهل شرك أبدا .

مما يقول الطبري : وإنما قال جل ثناؤه { وما كان من المشركين } يعني به وما كان من عدادهم وأوليائهم وذلك أن المشركين بعضهم من بعض في التظاهر على كفرهم ونصرة بعضهم بعضا فبرأ الله إبراهيم خليله أن يكون منهم أو نصرائهم وأهل ولا يتهم وإنما عنى جل ثناؤه بالمشركين : اليهود والنصارى وسائر الأديان غير الحنيفية قال : لم يكن إبراهيم من أهل هذه الأديان المشركة ولكنه كان حنيفا مسلما . 1ه .