فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ تَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَأَنتُمۡ شُهَدَآءُۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (99)

{ تصدون } تمنعون وتصرفون .

{ سبيل } الطريق الموصلة إلى رضاه والدين الذي لا يقبل سواه .

{ تبغونها } تريدونها وتطلبونها . { عوجا } ميلا من الاستواء .

{ شهداء } عارفين تشاهدون الطريق السوية من الطريق العوجاء .

{ قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن } إنكار من الله تعالى عليهم أن يكتفوا باستحباب الضلال بل عمدوا إلى الإضلال فانبعثوا يمنعون ويصرفون من استطاعوا ممن أسلم أو أراد الدخول فيه . [ وكان صدهم عن سبيل الله إلقاء الشكوك والشبهات في قلوب ضعفة المسلمين وإنكار أن نعت محمد صلى الله عليه وسلم في كتابهم ومنع من أراد الدخول في الإسلام بجهدهم وكيدهم أو بتذكير ما كان بينهم في الجاهلية من العداوات والحروب ليعودوا لمثله ] {[1081]} . قال الزجاج : العوج بالكسر كسر العين في المعاني وبالفتح في الأعيان ؛ يقال اعوج إذا كان في الدين والقول والعمل ، ويقال : عوج بفتح العين في الأجسام كالسيف والفرس والحائط - ليس الله بغافل عن أعمالكم التي تعملونها مما لا يرضاه لعباده وغير ذلك من أعمالكم حتى يعاجلكم بالعقوبة عليهما معجلة أو يؤخر ذلك لكم حتى تلقوه فيجازيكم عليها ، وقد ذكر أن هاتين الآيتين من قوله { يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله } والآيات بعدها إلى قوله { وأولئك لهم عذاب عظيم } نزلت في رجل من اليهود .


[1081]:من تفسير غرائب القرآن.