{ سَأَصْرِفُ عَنْ ءاياتي } بالطبع على قلوب المتكبرين وخذلانهم ، فلا يفكرون فيها ولا يعتبرون بها ، غفلة وانهماكاً فيما يشغلهم عنها من شهواتهم . وعن الفضيل بن عياض : ذكر لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا عظمت أمّتي الدنيا نزع عنها هيبة الإسلام ، وإذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي " وقيل : سأصرفهم عن إبطالها وإن اجتهدوا كما اجتهد فرعون أن يبطل آية موسى ، بأن جمع لها السحرة ، فأبى الله إلاَّ علو الحقّ وانتكاس الباطل . ويجوز : سأصرفهم عنها وعن الطعن فيها والاستهانة بها . وتسميتها سحراً بإهلاكهم . وفيه إنذار للمخاطبين من عاقبة الذين يصرفون عن الآيات لتكبرهم وكفرهم بها ، لئلا يكونوا مثلهم فيسلك بهم سبيلهم { بِغَيْرِ الحق } فيه وجهان : أن يكون حالاً بمعنى يتكبرون غير محقين ، لأن التكبر بالحقّ لله وحده . وأن يكون صلة لفعل التكبر ، أي يتكبرون بما ليس بحق وما هم عليه من دينهم { وَإِن يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ } من الآيات المنزلة عليهم { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا } وقرأ مالك بن دينار : «وإن يروا » بضم الياء . وقرئ : «سبيل الرشد » و «الرشد » و «الرشاد » ، كقولهم : السقم والسقم والسقام . وما أسفه من ركب المفازة ، فإن رأى طريقاً مستقيماً أعرض عنه وتركه ، وإن رأى معتسفاً مردياً أخذ فيه وسلكه ، ففاعل نحو ذلك في دينه أسفه { ذلك } في محل الرفع أو النصب على معنى : ذلك الصرف بسبب تكذيبهم أو صرفهم الله ذلك الصرف بسبب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.