{ سأصرف عن آياتي الذي يتكبرون في الأرض } قيل معناه سأمنعهم فهم كتابي أي أنزع عنهم فهم القرآن ، قاله سفيان بن عيينة ، وقال السدي : عن أن يتفكروا في آياتي ، وقال ابن جريج عن التفكر في خلق السماوات والأرض والآيات التي فيهما ، وقيل سأصرفهم عن الإيمان بها والتصديق بما فيها وقيل عن نفعها مجازاة على تكبرهم كما في قوله { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } وقيل سأطبع على قلوبهم حتى لا يتفكروا فيها ولا يعتبروا بها .
واختلف في تفسير الآيات فقيل هي المعجزات التسع التي أعطاها الله لموسى . وقيل : الكتب المنزلة وقيل خلق العالم ولا مانع من حمل الآيات على جميع ذلك ، وحمل الصرف على جميع المعاني المذكورة ، والتكبر : إظهار كبر النفس على غيرها فهو صفة ذم في حق العباد أي يفتعلون الكبر ويرون أنهم أفضل من غيرهم فلذلك قال { بغير الحق } أي يتكبرون بما ليس بحق أو متلبسين بغير الحق .
{ وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها } أي سأصرف عن آياتي المتكبرين التاركين للإيمان بما يرونه من الآيات ويدخل تحت كل آية الآيات المنزلة والآيات التكوينية والمعجزات أي لا يؤمنون بآية من الآيات كائنة ما كانت .
{ وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا } معطوفة على ما قبلها داخلة في حكمه وكذلك { وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا } والمعنى : أنهم إذا وجدوا سبيلا من سبل الرشد يعني طريق الحق والهدى والسداد والصواب تركوه وتجنبوه ، وإن رأوا سبيلا من سبل الغي والضلال سلكوه واختاروه لأنفسهم .
قال أبو عبيدة : فرق أبو عمرو بين الرُّشد والرَّشد فقال الرشد الصلاح والرشد في الدين وقال النحاس : سيبويه يذهب إلى أن الرُّشد والرَّشد كالسُّخط والسَّخط وهما لغتان وأصل الرُّشد في اللغة أن يظفر الإنسان بما يريد وهو ضد الخيبة .
{ ذلك } إشارة إلى ما ذكر من تكبرهم وعدم الإيمان بالآيات وتجنب سبيل الرشد وسلوك سبيل الغي وهو مبتدأ خبره قوله سبحانه { بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين } أي بسبب تكذيبهم بالآيات وغفلتهم عنها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.