بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنۡهَا غَٰفِلِينَ} (146)

قوله تعالى : { سَأَصْرِفُ عَنْ آياتي الذين يَتَكَبَّرُونَ } يعني : أصرف قلوب الذين يتكبرون عن الإيمان حتى لا يؤمنوا . فأخذلهم بكفرهم ولا أوفقهم بتكذيبهم الأنبياء مجازاة لهم . ويقال : أمنع قلوبهم من التفكر في أمر الدين وفي خلق السموات والأرض الذين يتكبرون . { في الأرض بِغَيْرِ الحق } يعني : يتعظمون عن الإيمان لكي لا يتفكروا في السماء ، ولا يعقلون فيها ، ولا يذكرونها . ويقال : سأصرف عن النعماء التي أعطيتها المؤمنين يوم القيامة أصرف عنهم تلك النعمة { وإن يروا كل آية } امتنعوا منها كي { لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرشد } يعني : طريق الحق الإسلام { لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } يعني : لا يتخذوه ديناً { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الغي } يعني : طريق الضلالة والكفر { يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } أي ديناً ويتّبعونه { ذلك بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بآياتنا } قال مقاتل : أي بآياتنا التسع وقال الكلبي : يعني : بمحمد والقرآن { وَكَانُواْ عَنْهَا غافلين } يعني : تاركين لها . قرأ حمزة والكسائي { سَبِيلَ الرشد } بنصب الراء ، والشين ، وقرأ الباقون { الرشد } بضم الراء وإسكان الشين وهما لغتان ومعناهما واحد .