مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا وَكَانُواْ عَنۡهَا غَٰفِلِينَ} (146)

{ سَأَصْرِفُ عَنْ ءاياتي } عن فهمها . قال ذو النون قدس الله روحه : أبى الله أن يكرم قلوب الباطلين بمكنون حكمة القرآن { الَّذِينَ يَتكَبَّرُونَ } يتطاولون على الخلق ويأنفون عن قبول الحق . وحقيقته التكلف للكبرياء التي اختصت بالباري عزت قدرته { فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } هو حال أي يتكبرون غير محقين لأن التكبر بالحق لله وحده { وَإِن يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ } من الآيات المنزلة عليهم { لاَّ يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ } طريق صلاح الأمر وطريق الهدى . { الرَّشد } : حمزة وعلي . وهما كالسقم والسقم { لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ } الضلال { يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } ومحل { ذلك } الرفع أي ذلك الصرف { بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بآياتنا } بسب تكذيبهم { وَكَانُوا عَنْهَا غافلين } غفلة عناد واعراض لا غفلة سهو وجهل