فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (8)

{ والوزن يَوْمَئِذٍ الحق } يعني وزن الأعمال والتمييز بين راجحها وخفيفها . ورفعه على الابتداء . وخبره { يَوْمَئِذٍ } . و { الحق } صفته أي : والوزن يوم يسأل الله الأمم ورسلهم الوزن الحق ، أي العدل . وقرئ : «القسط » . واختلف في كيفية الوزن فقيل : توزن صحف الأعمال بميزان له لسان وكفتان ، تنظر إليه الخلائق ، تأكيداً للحجة ، وإظهاراً للنصفة ، وقطعاً للمعذرة ، كما يسألهم عن أعمالهم فيعترفون بها بألسنتهم ، وتشهد بها عليهم أيديهم وأرجلهم وجلودهم ، وتشهد عليهم الأنبياء والملائكة والإشهاد ، وكما تثبت في صحائفهم فيقرؤونها في موقف الحساب . وقيل : هي عبارة عن القضاء السويّ والحكم العادل { فَمَن ثَقُلَتْ موازينه } جمع ميزان أو موزون ، أي فمن رجحت أعماله الموزونة التي لها وزن وقدر وهي الحسنات . أو ما توزن به حسناتهم . وعن الحسن : وحق لميزان توضع فيه الحسنات أن يثقل . وحق لميزان توضع فيه السيئات أن يخف .