النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (8)

قوله عز وجل : { وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن الوزن ها هنا هو القضاء بالحق ، أي بالعدل ، قاله مجاهد .

والثاني : أنه موازنة الحسنات والسيئات بعلامات يراها الناس يوم القيامة .

والثالث : أنه موازنة الحسنات والسيئات بميزان له كفتان ، قاله الحسن وطائفة .

واختلف من قال بهذا في الذي يوزن على ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن الذي يوزن هو الحسنات والسيئات بوضع إحداهما في كفة والأخرى في كفة ، قاله الحسن والسدي .

والثاني : أن الذي يوزن صحائف الأعمال ، فأما الحسنات والسيئات فهي أعمال ، والوزن إنما يمكن في الأجسام ، قاله عبد الله بن عمر .

والثالث : أن الذي يوزن هو الإنسان ، قال عبيد بن عمير ، قال يؤتى بالرجل العظيم الجثة فلا يزن جناح بعوضة .

{ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : معناه فمن قُضي له بالطاعة .

والثاني : معناه فمن كانت كفة حسناته أثقل من كفة سيئاته .

والثالث : معناه فمن زادت حسناته على سيئاته .

{ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } يعني بما لهم من الثوب ، وبضده إذا خفت .