الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

{ تنزيل } أي القرآن تنزيل { العزيز الرحيم }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

ولما كان كأنه قيل : ما هذا الذي أرسل به ؟ كان كأنه قيل جواباً لمن سأل : هو القرآن الذي وقع الإقسام به وهو { تنزيل } أو حاله كونه تنزيل { العزيز } أي المتصف بجميع صفات الكمال . ولما كانت هذه الصفة للقهر والغلبة ، وكان ذلك لا يكون صفة كمال إلا بالرحمة قال : { الرحيم * } أي الحاوي لجميع صفات الإكرام الذي ينعم على من يشاء من عباده بعد الإنعام بإيجادهم بما يقيمهم على المنهاج الذي يرضاه لهم ، فهو الواحد الذي لا مثل له أصلاً لما قهر به من عزته ، وجبر به من رحمته .

نزله إليك وهو في جلالة النظم وجزالة القول وحلاوة السبك وقوة التركيب ورصانة الوضع وحكيم المعاني وإحكام المباني في أعلى ذرى الإعجاز ، وجعل إنزاله تدريجاً بحسب المصالح مطابقاً مطابقة أعجزت الخلائق عن أن يأتوا بمثلها ، ثم نظمه على غير ترتيب النزول نظماً أعجز الخلق عن أن يدركوا جميع المراد من بحور معانيه وحكيم مبانيه ، فكله إعجاز على ما له من إطناب وإيجاز .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{تَنزِيلَ ٱلۡعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ} (5)

قوله : { تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } { تَنْزِيلَ } ، منصوب على المصدر . وهو مصدر نزَّل ، بالتشديد . يقال : نزَّل تنزيلا . مثل رتّل ترتيلا ، وقتَّل تقتيلا . وهو مضاف إلى الفاعل . وقرئ ( تنزيلُ ) بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هو تنزيل{[3884]}

قال الإمام الطبري رحمه الله في ذلك : والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ ، فمصيب الصواب .

والمعنى : أن هذا الصراط المستقيم ، وهو دين الله المتين ومنهجه الحق للعالمين الذي جاءك يا محمد ، لهو تنزيل من الله { الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } أي القوي المنتقم من العصاة والظالمين ، الرءوف بالتائبين المنيبين .


[3884]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 290