قوله تعالى : " بل الله فاعبد " النحاس : في كتابي عن أبي إسحاق لفظ اسم الله عز وجل منصوب ب " اعبد " قال : ولا اختلاف في هذا بين البصريين والكوفيين . قال النحاس : وقال الفراء يكون منصوبا بإضمار فعل . وحكاه المهدوي عن الكسائي . فأما الفاء فقال الزجاج : إنها للمجازاة . وقال الأخفش : هي زائدة . وقال ابن عباس : " فاعبد " أي فوحد . وقال غيره : " بل الله " فأطع " وكن من الشاكرين " لنعمه بخلاف المشركين .
ولما كان التقدير قطعاً : فلا تشرك ، بنى عليه قوله : { بل الله } أي المتصف بجميع صفات الكمال وحده بسبب هذا النهي العظيم والتهديد الفظيع مهما وقعت منك عبادة ما { فاعبد } أي مخلصاً له العبادة ، فحذف الشرط ، عوض عنه بتقديم المفعول . ولما كانت عبادته لا يمكن أن تقع إلا شكراً لما له من عموم النعم سابقاً ولاحقاً ، وشكر المنعم واجب ، نبه على ذلك قوله : { وكن من الشاكرين * } أي العريقين في هذا الوصف لأنه جعلك خير الخلائق .
قوله : { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ } { فَاعْبُدْ } أو منصوب ، بتقدير فعل{[3994]} والمعنى : لا تعبد يا محمد ما أمرك به هؤلاء الضالون المشركون من قومك بل الله فاعبدْ دون أحد سواه من الآلهة المزعومة والأنداد الموهومة { وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } الذين يشكرون الله على ما أنعم به عليهم من جزيل الخيرات والنعم والفضائل . وفي طليعة ذلك ، هدايتهم للإيمان بالله وحده وعبادته دون غيره من الأصنام والشركاء{[3995]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.