الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا صَٰلِحٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡيِ يَوۡمِئِذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ} (66)

{ وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ } قرىء مفتوح الميم لأنه مضاف إلى إذ ، وهو غير متمكن ، كقوله :

عَلَى حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيبَ عَلَى الصِّبَا ***

فإن قلت : علام عطف ؟ قلت : على نجينا ، لأنّ تقديره ونجيناهم من خزي يومئذ ، كما قال { وَنَجَّيْنَاهُمْ مّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } [ هود : 58 ] على : وكانت التنجية من خزي يومئذ ، أي من ذله ومهانته وفضيحته ، ولا خزي أعظم من خزي من كان هلاكه يغضب الله وانتقامه . ويجوز أن يريد بيومئذ يوم القيامة ، كما فسر العذاب الغليظ بعذاب الآخرة .