إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا صَٰلِحٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡيِ يَوۡمِئِذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ} (66)

{ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا } أي عذابُنا أو أمرُنا بنزوله وفيه ما لا يخفى من التهويل { نَجَّيْنَا صالحا والذين آمَنُواْ مَعَهُ } متعلقٌ بنجينا أو بآمنوا { بِرَحْمَةٍ } بسبب رحمةٍ عظيمة { مِنَّا } وهي بالنسبة إلى صالح النبوةُ وإلى المؤمنين الإيمانُ كما مر أو ملتبسين برحمة ورأفةٍ منا { وَمِنْ خزي يَوْمِئِذٍ } أي ونجيناهم من خزي يومِئذٍ ، وهو هلاكُهم بالصيحة كقوله تعالى : { وَنَجَّيْنَاهُمْ من عَذَابٍ غَلِيظٍ } [ هود ، الآية 58 ] على معنى أنه كانت تلك التنجيةُ تنجيةً من خزي يومئذ ، أي من ذِلته ومهانتِه أو ذلِّهم وفضيحتِهم يومَ القيامة كما فسر به العذابُ الغليظُ فيما سبق فيكون المعنى ونجيناهم من عذاب يومِ القيامةِ بعد تنجيتِنا إياهم من عذاب الدنيا ، وعن نافع بالفتح على اكتساب المضافِ البناءَ من المضاف إليه هنا وفي المعارج في قوله تعالى : { مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } [ المعارج ، الآية 11 ] وقرىء بالتنوين ونصبِ يومئذ { إِنَّ رَبَّكَ } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم { هُوَ القوى العزيز } القادر على كل شيء والغالبُ عليه لا غيرُه .