تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا صَٰلِحٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡيِ يَوۡمِئِذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ} (66)

وقوله تعالى : ( فلما جاء أمرنا ) أي جاء ما أمر به كما يقال : جاء وعد ربنا ، أي جاء موعود ربنا لأن وعده وأمره لا يجيء ، ولكن جاء ما أمر به وما وعد به ، وهو العذاب . أو يقول : جاء أي أتى وقت وقوع ما أمر به ، ووعد ، وهو العذاب الذي وعد ، وأمر به ، والله أعلم ، ( نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا ) بنعمة منا أو بفضل منا . وقد ذكرنا هذا في ما تقدم .

وقوله تعالى : ( ومن خزي يومئذ ) قيل : الخزي العذاب الذي يفضحهم ، وقيل : كل عذاب فهو خزي ، أي نجاهم من خزي ذلك اليوم .

وقوله تعالى : ( إن ربك هو القوي العزيز ) قيل : ( القوي ) هو الذي لا يعجزه شيء ، و( العزيز ) هو الذي يذل من دونه ، وقيل ( القوي ) المنتقم المنتصر[ في الأصل وم : المنتظر ] لأوليائه من أعدائه ، ( العزيز ) هو المنيع في ملكه وسلطانه الذي لا يعجزه [ شيء ][ ساقطة من الأصل وم ] .