غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا صَٰلِحٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡيِ يَوۡمِئِذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ} (66)

50

قوله : { فلما جاء أمرنا } بالفاء . وفي قصة هود بالواو ولمكان التعقيب ههنا بدليل قوله : { عذاب قريب } ومثله في قصة لوط لقوله : { أليس الصبح بقريب } [ هود :81 ] وأما في قصة هود فإنه قال : { ويستخلف } بلفظ المستقبل ومثله في قصة شعيب { سوف تعلمون من يأتيه } بحرف التسويف فلم يكن الفاء مناسباً . واعتبر هذا المعنى في سائر المواضع كما في سورة يوسف قال : { ولما جهزهم } [ الآية :59 ] بالواو أوّلاً لأن التعقيب لم يكن مراداً ثم قال : { فلما جهزهم } [ الآية :70 ] لمكان التعقيب والله أعلم . قوله : { ومن خزي يومئذٍ } معطوف على محذوف والتقدير نجينا صالحاً ومن معه من العذاب النازل بقومه ومن الخزي الذي لزمهم ، أو يتعلق بمعطوف محذوف أي ونجيناهم من خزي يومئذ كما قال : { ونجيناهم من عذاب غليظ } والمعنيان كما قلنا هناك . والقراءتان في { يومئذٍ } لأن الظرف المضاف إلى " إذ " يجوز بناؤه على الفتح ، والتنوين في " إذ " عوض من المضاف إليه أعني الجملة ، والتقدير يوم إذ كان كذا وكسر الذال للساكنين { إن ربك هو القوي العزيز } القادر الغالب فمن قدرته ميز المؤمن من الكافر ، ومن عزته وقهره أهلك الكفار بالصيحة التي سمعوها من جانب السماء إما بواسطة جبرائيل وإما لإحداثها في سحاب مع برق شديد محرق .

/خ50