الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَهُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَكِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۚ قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٖ} (70)

يقال : نكره وأنكره واستنكره ، ومنكور قليل في كلامهم ، وكذلك : أنا أنكرك ، ولكن منكر ومستنكر ، وأنكرك . قال الأعشى :

وَأَنْكَرَتْني وَمَا كَانَ الَّذِي نَكِرَت *** . . . مِنَ الْحَوَادِثِ إلاّ الشَّيْبَ والصَّلَعَا

قيل : كان ينزل في طرف من الأرض فخاف أن يريدوا به مكروهاً . وقيل : كانت عادتهم أنه إذامسّ من يطرقهم طعامهم أمنوه وإلا خافوه ، والظاهر أنه أحسّ بأنهم ملائكة ، ونكرهم لأنه تخوّف أن يكون نزولهم لأمر أنكره الله عليه أو لتعذيب قومه ، ألا ترى إلى قولهم : { لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط } وإنما يقال هذا لمن عرفهم ولم يعرف فيم أرسلوا { فَأَوْجَسَ } فأضمر . وإنما قالوا : { لاَ تَخَفْ } لأنهم رأوا أثر الخوف والتغير في وجهه . أو عرفوه بتعريف الله . أو علموا أن علمه بأنهم ملائكة موجب للخوف ، لأنهم كانوا لا ينزلون إلا بعذاب .