الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا} (54)

{ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أوْ إِن يَشَأْ يُعَذّبْكُمْ } يعني يقولوا لهم هذه الكلمة ونحوها ، ولا يقولوا لهم : إنكم من أهل النار وإنكم معذبون وما أشبه ذلك مما يغيظهم ويهيجهم على الشر . وقوله { إِنَّ الشيطان يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } اعتراض ، يعني يلقي بينهم الفساد ويغري بعضهم على بعض ليقع بينهم المشارّة والمشاقة { وَمَا أرسلناك عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي رباً موكولاً إليك أمرهم تقسرهم على الإسلام وتجبرهم عليه ، وإنما أرسلناك بشيراً ونذيراً فدارهم ومر أصحابك بالمداراة والاحتمال وترك المحاقة والمكاشفة ، وذلك قبل نزول آية السيف . وقيل : نزلت في عمر رضي الله عنه : شتمه رجل فأمره الله بالعفو . وقيل : أفرط إيذاء المشركين للمسلمين فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت . وقيل : الكلمة التي هي أحسن : أن يقولوا يهديكم الله ، يرحمكم الله . وقرأ طلحة : «ينزغ » بالكسر وهما لغتان ، نحو يعرشون ويعرشون .