اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا} (54)

قوله تعالى : { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } يوفِّقكُمْ ، فتؤمنوا { أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } يميتكم على الكفر ، فيعذِّبكم ، قاله ابن جريج{[20487]} .

وقال الكلبيُّ : إن يشأ يرحمكم ، فينجيكم من أهل مكَّة ، وإن يشأ يعذبكم بتسليطهم عليكم{[20488]} .

{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } حفيظاً ، وكفيلاً ، والمقصود إظهار اللِّين والرِّفقِ لهم عند الدَّعوة ؛ فإنَّ ذلك هو المؤثِّرُ في القلبِ قيل : نسختها آية القتالِ .


[20487]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (8/93) عن ابن جريج وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (4/340 ـ 341)، وزاد نسبته إلى ابن المنذر. وذكره البغوي في "تفسيره" (3/119).
[20488]:ذكره البغوي في "تفسيره" (3/119).