تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا} (54)

الآية54 : وقوله تعالى : { ربكم أعلم بكم } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : { ربكم أعلم بكم } بمصالحكم ومفاسدكم{[10972]} ( وما يصلح لكم في الدنيا والآخرة .

والثاني : { ربكم أعلم بكم } بما ){[10973]} تسرون وما تعلنون( ( وما تعلمون وما تفعلون ، وإلا فلا شك أنه أعلم بنا منا وقوله عز و جل { إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم } ( اختلف فيه بوجهين :

أحدهما ){[10974]} قال بعضهم : { إن يشأ يرحمكم } فيحمكم من أذى هؤلاء { أو إن يشأ يعذبكم } فيسلطهم عليكم .

والثاني : ( وقال بعضهم : ){[10975]}{ وإن يشأ يرحمكم } فيهديكم إلى دينه ، ويوفقكم لسبيله { أو إن يشأ يعذبكم }يترككم ، ويخذلكم ، ولا يهديكم إلى سبيله ، ولا يوفقكم لدينه .

وقوله تعالى : { إن يشأ يرحمكم } يحتمل الرحمة في الدنيا والآخرة . أما في الدنيا فهو{[10976]} أن يوفقهم على الطاعة ، ويعينهم على ذلك . وفي الآخرة ينجيهم ، ويدخلهم الجنة .

( وقوله تعالى : { أو إن يشأ يعذبكم }{[10977]} في الدنيا ، هو أن يخذلهم ، ويتركهم ، على ما يختارون ، وفي الآخرة يعذبهم في النار بالذي اختاروا في الدنيا .

وقوله عز و جل : { وما أرسلناك عليهم وكيلا } قال بعضهم : أي لم نجعلك حفيظا على ردهم وإجابتهم وعلى صنيعهم .

وقال بعضهم : { وكيلا } أي ثقيلا بأعمالهم ، أي لا تؤاخذ أنت بصنيعهم كقوله : { ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء }( الأنعام : 52 )وكقوله : { فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم }( النور : 54 )

وقال بعضهم : { وما أرسلناك عليهم وكيلا } أي مسلطا عليهم وقاهرا لهم .


[10972]:من م، في الأصل : وما.
[10973]:من م، ساقطة من الأصل.
[10974]:ساقطة من م.
[10975]:ساقطة من م.
[10976]:الفاء ساقطة من م.
[10977]:في م: وأما التعذيب.