النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا} (54)

قوله عز وجل : { إن يشاء يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم } فيه ثلاثة أوجه :أحدها : إن يشأ يرحمكم بالهداية أو يعذبكم بالإضلال . الثاني : إن يشاء يرحمكم فينجيكم من أعدائكم أو يعذبكم بتسلطهم عليكم ، قاله الكلبي . الثالث : إن يشأ يرحمكم بالتوبة أو يعذبكم بالإقامة ، قاله الحسن .

{ وما أرسلناك عليهم وكيلاً } فيه وجهان :أحدهما : ما وكلناك أن تمنعهم من الكفر بالله سبحانه ، وتجبرهم على الإيمان به . الثاني : ما جعلناك كفيلاً لهم تؤخذ بهم ، قاله الكلبي ، قاله الشاعر :

ذكرت أبا أرْوَى فَبِتُّ كأنني ***    بِرَدِّ الأمور الماضيات وكيلُ{[1800]}

وكيل : أي كفيل .


[1800]:سقط البيت من ق.