فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا} (54)

{ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذّبْكُمْ } قيل : هذا خطاب للمشركين . والمعنى : إن يشأ يوفقكم للإسلام فيرحمكم أو يميتكم عن الشرك فيعذبكم ، وقيل : هو خطاب للمؤمنين أي : { إن يشأ يرحمكم } بأن يحفظكم من الكفار { أو إن يشأ يعذبكم } بتسليطهم عليكم ؛ وقيل : إن هذا تفسير للكلمة { التي هي أحسن } { وَمَا أرسلناك عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي : ما وكلناك في منعهم من الكفر ، وقسرهم على الإيمان ؛ وقيل : ما جعلناك كفيلاً لهم تؤخذ بهم ، ومنه قول الشاعر :

ذكرت أبا أروى فبتّ كأنني *** بردّ الأمور الماضيات وكيل

أي : كفيل .

/خ55