ثم ربع بتخويفه سوء العاقبة وبما يجرُّه ما هو فيه من التبعة والوبال ، ولم يخل ذلك من حسن الأدب ، حيث لم يصرح بأن العقاب لاحق له وأن العذاب لاصق به ، ولكنه قال : أخاف أن يمسك عذاب ، فذكر الخوف والمس ونكر العذاب ، وجعل ولاية الشيطان ودخوله في جملة أشياعه وأوليائه أكبر من العذاب ، وذلك أن رضوان الله أكبر من الثواب نفسه ، وسماه الله تعالى المشهود له بالفوز العظيم حيث قال : { ورضوان مّنَ الله أَكْبَرُ ذلك هُوَ الفوز العظيم } [ التوبة : 72 ] فكذلك ولاية الشيطان التي هي معارضة رضوان الله ، أكبر من العذاب نفسه وأعظم ، وصدّر كل نصيحة من النصائح الأربع بقوله : { يا أبت } توسلاً إليه واستعطافاً ف { مَا } في { مَا لاَ يَسْمَعُ } و { مَا لَمْ يَأْتِكَ } يجوز أن تكون موصولة وموصوفة ، والمفعول في { لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ } منسي غير منوي ، كقولك : ليس به استماع ولا إبصار { شَيْئاً } يحتمل وجهين ، أحدهما : أن يكون في موضع المصدر ، أي : شيئاً من الغناء ، ويجوز أن يقدر نحوه مع الفعلين السابقين . والثاني : أن يكون مفعولاً به من قولهم : أغن عني وجهك { إِنّى قَدْ جَاءنِى مِنَ العلم مَا لَمْ يَأْتِكَ } فيه تجدد العلم عنده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.