الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِبۡرَٰهِيمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيًّا} (41)

الصدّيق : من أبنية المبالغة . ونظيره الضحيك والنطيق . والمراد ، فرط صدقه وكثرة ما صدّق به من غيوب الله وآياته وكتبه ورسله ، وكان الرجحان والغلبة في هذا التصديق للكتب والرسل أي : كان مصدقاً بجميع الأنبياء وكتبهم ، وكان نبياً في نفسه ، كقوله تعالى : { بَلْ جَاء بالحق وَصَدَّقَ المرسلين } [ الصافات : 37 ] أو كان بليغاً في الصدق ، لأن ملاك أمر النبوة الصدق ، ومصدق الله بآياته ومعجزاته حريّ أن يكون كذلك ، وهذه الجملة وقعت اعتراضاً بين المبدل منه وبدله ، أعني إبراهيم .