فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَـٰٓأَبَتِ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٞ مِّنَ ٱلرَّحۡمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيۡطَٰنِ وَلِيّٗا} (45)

{ يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان } إن لم تتب .

قال الفراء : معنى أخاف هنا أعلم وبه فسر الأقلون الآية ، وإليه أشار في التقرير وقال الأكثرون : إن الخوف هنا محمول على ظاهره لأن إبراهيم غير جازم بموت أبيه على الكفر ، إذ لو كان جازما بذلك لم يشتغل بنصحه ، فوجب إجراؤه على ظاهره ، ومعنى الخوف على الغير ، هو أن يظن وصول الضرر إلى ذلك الغير .

{ فتكون للشيطان وليا } أي أنك إذا أطعت الشيطان كنت معه قرينا في النار واللعنة . فتكون بهذا السبب مواليا له أو تكون بسبب موالاته في العذاب معه ، وليس هناك ولاية حقيقية لقوله سبحانه : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو } . وقيل الولي بمعنى التالي ؛ وقيل بمعنى القريب .

قال الشهاب : الولي من الولي وهو القرب ، وكل من المتقاربين قريب من صاحبه أي تكون للشيطان قريبا منه في النار ، تليه ويليك ، فلما مرت هذه النصائح النافعة والمواعظ المقبولة بسمع آزر قابلها بالغلظة والفظاظة والقسوة المفرطة ، حيث :