الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱضۡمُمۡ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخۡرُجۡ بَيۡضَآءَ مِنۡ غَيۡرِ سُوٓءٍ ءَايَةً أُخۡرَىٰ} (22)

قيل لكل ناحيتين : جناحان ، كجناحي العسكر لمجنبتيه ، وجناحا الإنسان : جنباه ، والأصل المستعار منه جناحا الطائر . سميا جناحين لأنه يجنحهما عند الطيران . والمراد إلى جنبك تحت العضد ، دل على ذلك قوله : { تَخْرُجْ } السوء : الرداءة والقبح في كل شيء ، فكني به عن البرص كما كنى عن العورة بالسوأة ، وكان جذيمة صاحب الزباء أبرص فكنوا عنه بالأبرش . والبرص أبغض شيء إلى العرب . وبهم عنه نفرة عظيمة ، وأسماعهم لاسمه مجاجة ، فكان جديراً بأن يكنى عنه ، ولا نرى أحسن ولا ألطف ولا أحز للمفاصل من كنايات القرآن وآدابه . يروى : أنه كان آدم فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يعشي البصر . { بَيْضآءَ } و { ءَايَةً } حالان معاً . و { مِنْ غَيْرِ سواءٍ } ( من ) صلة ل ( بيضاء ) ، كما تقول : ابيضت من غير سوء ، وفي نصب { ءَايَةً } وجه آخر ، وهو أن يكون بإضمار نحو : خذ ، ودونك ، وما أشبه ذلك . حذف لدلالة الكلام ، وقد تعلق بهذا المحذوف .