الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ} (14)

{ لذكري } لتذكرني فإن ذكري أن أعبد ويصلى لي . أو لتذكرني فيها لاشتمال الصلاة على الأذكار عن مجاهد . أو : لأني ذكرتها في الكتب وأمرت بها . أو لأن أذكرك بالمدح والثناء وأجعل لك لسان صدق . أو لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري أو لإخلاص ذكري وطلب وجهي لا ترائي بها ولا تقصد بها غرضاً آخر . أو لتكون لي ذاكراً غير ناس فعل المخلصين في جعلهم ذكر ربهم على بال منهم وتوكيل هممهم ، وأفكارهم به ، قال : { لاَّ تُلْهِيهِمْ تجارة وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ الله } [ النور : 37 ] أو لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلاة ، كقوله تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً } [ النساء : 103 ] واللام مثلها في قولك : جئتك لوقت كذا ، وكان ذلك لست ليال خلون . وقوله تعالى : { يا ليتنى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى } [ الفجر : 24 ] وقد حمل على ذكر الصلاة بعد نسيانها من قوله عليه [ الصلاة و ] السلام : " من نامَ عنْ صلاةِ أو نسيَها فليصلِها إذَا ذكرَهَا " وكان حق العبارة أن يقال : لذكرها ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذَا ذكَرها » ومن يتمحلُ له يقول : إذا ذَكرَ الصلاةَ فقدْ ذكرَ اللَّهَ . أو بتقدير حذف المضاف ، أي : لذكر صلاتي . أو لأن الذكر والنسيان من الله عز وجل في الحقيقة . وقرأ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم «للذكرى » .