الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَمَا تِلۡكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ} (17)

{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا موسى } كقوله تعالى : { وهذا بَعْلِى شَيْخًا } [ هود : 72 ] في انتصاب الحال بمعنى الإشارة : ويجوز أن تكون { تِلْكَ } اسماً موصولاً صلته { بِيَمِينِكَ } إنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عزّ وعلا في الخشبة اليابسة من قلبها حية نضناضة وليقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه ، وينبهه على قدرته الباهرة . ونظيره أن يريك الزرّاد زبرة من حديد ويقول لك : ما هي ؟ فتقول : زبرة حديد ، ثم يريك بعد أيام لبوساً مسرداً فيقول لك : هي تلك الزبرة صيرتها إلى ما ترى من عجيب الصنعة وأنيق السرد . قرأ ابن أبي إسحاق «عصيّ » على لغة هذيل . ومثله { يا بشرى } [ يوسف : 19 ] أرادوا كسر ما قبل ياء المتكلم فلم يقدروا عليه ، فقبلوا الألف إلى أخت الكسرة .