الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخۡفِيهَا لِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا تَسۡعَىٰ} (15)

أي أكاد أخفيها فلا أقول هي آتية لفرط إرادتي إخفاءها ؛ ولولا ما في الإخبار بإتيانها مع تعمية وقتها من اللطف لما أخبرت به . وقيل : معناه أكاد أخفيها من نفسي ، ولا دليل في الكلام على هذا المحذوف ، ومحذوف لا دليل عليه مطرح . والذي غرهم منه أن في مصحف أبيّ : أكاد أخفيها من نفسي . وفي بعض المصاحف : أكاد أخفيها من نفسي فكيف أظهركم عليها وعن أبي الدرداء وسعيد بن جبير «أخْفيَهَا » بالفتح ، من خفاه إذا أظهره ، أي : قرب إظهارها كقوله تعالى : { اقتربت الساعة } [ القمر : 1 ] وقد جاء في بعض اللغات : أخفاه بمعنى خفاه . وبه فسر بيت امرىء القيس :

فإنْ تَدْفِنُوا الدَّاءَ لاَنخفِهِ *** وَإنْ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ لا نَقْعُدِ

فأكاد أخفيها محتمل للمعنيين { لتجزى } متعلق بآية { بِمَا تسعى } بسعيها .