الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَكَمۡ قَصَمۡنَا مِن قَرۡيَةٖ كَانَتۡ ظَالِمَةٗ وَأَنشَأۡنَا بَعۡدَهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ} (11)

{ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ } واردة عن غضب شديد ومنادية على سخط عظيم ؛ لأنّ القصم أفظع الكسر وهو الكسر الذي يبين تلاؤم الأجزاء ، بخلاف الفصم . وأراد بالقرية : أهلها ، ولذلك وصفها بالظلم ، وقال : { قَوْماً ءاخَرِينَ } لأن المعنى : أهلكنا قوماً وأنشأنا قوماً آخرين . وعن ابن عباس : أنها «حضور » وهي و«سحول » قريتان باليمن ، تنسب إليهما الثياب . وفي الحديث . " كُفنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ثوبَيْنِ سحوليَيْن " وروي «حضورَيْين » . بعث الله إليهم نبياً فقتلوه ، فسلط الله عليهم بختنصر كما سلطه على أهل بيت المقدس فاستأصلهم . وروي : أنهم لما أخذتهم السيوف ونادى مناد من السماء يا لثارات الأنبياء ندموا واعترفوا بالخطأ . وذلك حين لم ينفعهم الندم . وظاهر الآية على الكثرة . ولعل ابن عباس ذكر «حضور » بأنها إحدى القرى التي أرادها الله بهذه الآية .