قوله : «وَكَمْ قَصَمْنَا » «كَمْ » في محل نصب مفعولاً مقدماً ب «قَصَمْنَا »{[27895]} و «مِنْ قَرْيَةٍ » تمييز ، والظاهر أن «كَمْ » هنا خبرية ، لأنها تفيد التكثير . والقصم : القطع وهو الكسر الذي يبين تلازم الأجزاء{[27896]} بخلاف الفصم{[27897]} .
قوله : «كَانَتْ ظَالِمَةٌ » في محل جر صفة ل «قَرْيَةٍ » ، ولا بد من مضاف محذوف قبل «قَرْيَةٍ » أي : وكم قصمنا من أهل قرية بدليل عود الضمير في قوله : «فَلَمَّا أَحَسُّوا » ولا يجوز أن يعود على قوله «قوماً » لأنه لم يذكر لهم ما يقتضي ذلك{[27898]} .
لما حكى عنهم تلك الاعتراضات الساقطة ، لكونها في مقابلة ما ثبت إعجازه ، وهو القرآن ظهر لكل عاقل أن اعتراضهم كان لأجل حب الرياسة والدنيا .
والمراد بقوله : «قصمنا » أهلكنا . قال ابن عباس : المراد منه القتل بالسيوف ، والمراد بالقرية : حضور وسحول باليمن ينسب إليهما{[27899]} الثياب ، وفي الحديث : «كفن{[27900]} رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثوبين سحولين » ، وروي «حضوريين » بعث الله إليهما نبياً فقتلوه فسلط الله عليهم بختنصر كما سلطه على أهل بيت المقدس فاستأصلهم .
وروي «أنه لما أخذتهم السيوف ناداه مناد من السماء يا لثارات الأنبياء » فندموا واعترفوا بالخطأ ، و { قَالُواْ يا ويلنآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ }{[27901]} {[27902]} .
وقال الحسن : المراد عذاب الاستئصال . وهذا أقرب ، أن إضافة ذلك إلى الله أقرب من إضافته{[27903]} إلى القائل ، ثم بتقدير أن يحمل ذلك على عذاب القتل فما الدليل على الحصر في القريتين اللتين ذكرهما ابن عباس{[27904]} .
وقوله : «كَانَتْ ظَالِمَةٌ » أي كافرة ، يعني أهلها «وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا » أي : أحدثنا بعد علاك أهلها «قَوْمَاً آخَرِينَ »{[27905]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.