قوله تعالى : { وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة }[ 11 ] إلى قوله : { عما يفعل وهم يسألون }[ 23 ] .
المعنى : وكثيرا أهلكنا من أهل القرى كانوا ظالمين بكفرهم ف( كم ) في موضع نصب بقصمنا ، وهي خبر ، وفيها معنى التكثير{[45784]} . وانقصم{[45785]} أصله الكسر{[45786]} . يقال انقصم سنة ، وقصمت ظهر فلان ، أي : كسرته .
وروى ابن وهب عن بعض رجاله ، أنه كان باليمن قريتان ، فبطر أهلها وأترفوا حتى ما كانوا يغلقون أبوابهم ، فبعث الله تعالى إليهم نبيا فدعاهم ، فقتلوه ، فألقى الله في نفس بخت نصر غزوهم{[45787]} ، فبعث إليهم جيشا ، فهزموه ، ثم بعث آخر فهزموه . فخرج إليهم بنفسه ، فهزمهم ، فخرجوا يركضون فسمع مناد يقول : { لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم } فرجعوا{[45788]} ، فسمعوا صوتا يقول : يا لثارات النبي فقتلوا كلهم . فهي التي عنى الله في هذه السورة حصدوا{[45789]} بالسيف{[45790]} .
قال مجاهد : ( قصمنا ) : أهلكنا{[45791]} . وجرى الخبر عن القرية والمراد أهلها{[45792]} ، لأن المعنى مفهوم .
ثم قال : { وأنشأنا بعدها قوما آخرين } أي : أحدثنا بعد إهلاك{[45793]} هؤلاء الظالمين قوما آخرين سواهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.