الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ وَلَكُمُ ٱلۡوَيۡلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (18)

{ بَلْ } إضراب عن اتخاذ اللهو واللعب ، وتنزيه منه لذاته ، كأنه قال : سبحاننا أن نتخذ اللهو واللعب ، بل من عادتنا وموجب حكمتنا واستغنائنا عن القبيح أن نغلب اللعب بالجد ، وندحض الباطل بالحق . واستعار لذلك القذف والدمغ ، تصويراً لإبطاله وإهداره ومحقه فجعله كأنه جرم صلب كالصخرة مثلاً ، قذف به على جرم رخو أجوف فدمغه ، ثم قال : { وَلَكُمُ الويل مِمَّا تَصِفُونَ } ه به مما لا يجوز عليه وعلى حكمته . وقرىء : «فيدمغه » بالنصب ، وهو في ضعف قوله :

سَأَتْرُكُ مَنْزِلِي لِبَنِي تَمِيمٍ *** وَأَلْحَقُ بِالْحِجَازِ فَأَسْتَرِيحَا