الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ} (115)

{ عَبَثاً } حال ، أي : عابثين ، كقوله : { لاَعِبِينَ } أو مفعول له ، أي : ما خلقناكم للعبث ، ولم يدعنا إلى خلقكم إلاّ حكمة اقتضت ذلك ، وهي : أن نتعبكم ونكلفكم المشاقّ من الطاعات وترك المعاصي ، ثم نرجعكم من دار التكليف إلى دار الجزاء ، فنثيب المحسن ونعاقب المسيء { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } معطوف على { أَنَّمَا خلقناكم } ويجوز أن يكون معطوفاً على { عَبَثاً } أي : للعبث ، ولترككم غير مرجوعين . وقرىء : «ترجعون » بفتح التاء .