الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{سُورَةٌ أَنزَلۡنَٰهَا وَفَرَضۡنَٰهَا وَأَنزَلۡنَا فِيهَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ لَّعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية وهي اثنتان وستون آية وقيل أربع وستون

{ سُورَةٌ } خبر مبتدأ محذوف . و { أنزلناها } صفة . أو هي مبتدأ موصوف والخبر محذوف ، أي : فيما أوحينا إليك سورة أنزلناها . وقرىء بالنصب على : زيداً ضربته ، ولا محلّ لأنزلناها ، لأنها مفسرة للمضمر فكانت في حكمه . أو على : دونك سورة أو اتل سورة وأنزلناها : صفة . ومعنى : { وفرضناها } فرضنا أحكامها التي فيها . وأصل الفرض : القطع ، أي : جعلناها واجبة مقطوعاً بها ، والتشديد للمبالغة في الإيجاب وتوكيده . أو لأنّ فيها فرائض شتى ، وأنك تقول : فرضت الفريضة ، وفرضت الفرائض . أو لكثرة المفروض عليهم من السلف ومن بعدهم { تَذَكَّرُونَ } بتشديد الذال وتخفيفها ، رفعهما على الابتداء ، والخبر محذوف عند الخليل وسيبويه ، على معنى : فيما فرض عليكم .