الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ} (116)

{ الحق } الذي يحق له الملك ؛ لأنّ كل شيء منه وإليه . أو الثابت الذي لا يزول ولا يزول ملكه . وصف العرش بالكرم لأنّ الرحمة تنزل منه والخير والبركة . أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين ، كما يقال : بيت كريم ، إذا كان ساكنوه كراماً . وقرىء : الكريم ، بالرفع . ونحوه : { ذُو العرش المجيد } [ البروج : 15 ] . { لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } كقوله : { مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سلطانا } [ آل عمران : 115 ] وهي صفة لازمة ، نحو قوله : { يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] جيء بها للتوكيد لا أن يكون في الآلهة ما يجوز أن يقوم عليه برهان . ويجوز أن يكون اعتراضاً بين الشرط والجزاء ؛ كقولك : من أحسن إلى زيد لا أحق بالإحسان منه ، فالله مثيبه .