الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰمًا} (75)

المراد يجزون الغرفات وهي العلالي في الجنة ، فوحد اقتصاراً على الواحد الدال على الجنس ، والدليل على ذلك قوله : { وَهُمْ فِى الغرفات ءامِنُونَ } [ سبأ : 37 ] وقراءة من قرأ : في الغرفة { بِمَا صَبَرُواْ } بصبرهم على الطاعات ، وعن الشهوات ، وعن أذى الكفار ومجاهدتهم ، وعلى الفقر وغير ذلك . وإطلاقه لأجل الشياع في كل مصبور عليه . [ ويلقون ] وقرىء : «يلقون » كقوله تعالى : { ولقاهم نَضْرَةً وَسُرُوراً } [ الإنسان : 11 ] ويلقون ، كقوله تعالى : { يَلْقَ أَثَاماً } [ الفرقان : 68 ] . والتحية : دعاء بالتعمير . والسلام : دعاء بالسلامة ، يعني أن الملائكة يحيونهم ويسلمون عليهم . أو يحيي بعضهم بعضاً ويسلم عليه .