الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا} (68)

{ حَرَّمَ الله } أي حرّمها . والمعنى : حرّم قتلها . و { إِلاَّ بالحق } متعلق بهذا القتل المحذوف . أوب «لا يقتلون » ، ونفي هذه المقبحات العظام على الموصوفين بتلك الخلال العظيمة في الدين ، للتعريض بما كان عليه أعداء المؤمنين من قريش وغيرهم ، كأنه قيل : والذين برأهم الله وطهرهم مما أنتم عليه . والقتل بغير الحق : يدخل فيه الوأد وغيره . وعن ابن مسعود رضي الله عنه : قلت : يا رسول الله ، أيّ الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندّاً هو خلقك " قلت : ثم أيّ ؟ قال : " أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك " قلت : ثم أي ؟ وقال : " أن تزاني حليلة جارك " فأنزل الله تصديقه . وقرىء : «يلق فيه أثاماً » . وقرىء : «يلقى » بإثبات الألف ، وقد مرّ مثله . والآثام : جزاء الإثم ، بوزن الوبال والنكال ومعناهما ، قال :

جَزَي اللَّهُ ابْنَ عُرْوَةَ حَيْثُ أَمْسَى *** عَقُوقاً وَالْعُقُوقُ لهُ أثَامُ

وقيل هو الإثم . ومعناه : يلق جزاء أثام . وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه : «أياماً » ، أي شدائد . يقال : يوم ذو أيام : لليوم العصيب .