تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰمًا} (75)

[ الآية75 ] ثم أخبر عن جزائهم في الآخرة بصنيعهم في الدنيا وصبرهم على ما أمروا ، فقال : { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا } والغرفة ، هي أعلى المنازل ، وأشرفها . أخبر أنهم يجزون ذلك ، ويكونوا فيها . وفي حرف ابن مسعود رضي الله عنه ، أولئك يجزون الجنة بما عملوا . فجائز أن تكون الغرفة المذكورة في الآية كناية عن الجنة بدلالة{[14581]} حرف ابن مسعود .

وجائز أن يراد بها{[14582]} نفس الغرفة لارتفاعها وعلوها على غيرها من المنازل ؛ وذلك مما يختار السكون فيها في الدنيا ؛ والناس يرغبون فيها لإشرافها وارتفاعها على غيرها ، فرغبهم في ذلك في الآخرة .

وقوله تعالى : { ويلقون فيها } [ بالتشديد ، والتخفيف ]{[14583]} : ويلقون فيها تحية وسلاما ، أي تلقاهم الملائكة بالتحية والسلام كقوله : { سلام عليكم بما صبرتم } [ الرعد : 24 ] وقوله : { سلام عليكم طبتم } [ الزمر : 73 ] أي{[14584]} يلقى بعضهم بعضا بالتحية والسلام ، ويحيي بعضهم بعضا ، ويسلم بعضهم على بعض .


[14581]:- في الأصل وم: يدله.
[14582]:- في الأصل وم: به.
[14583]:- في الأصل وم: بالتخفيف والتشديد، انظر معجم القراءات القرآنية ج 4/ 299.
[14584]:- في الأصل وم: أو.