والإشارة بقوله : { أولئك يُجْزَوْنَ الغرفة بِمَا صَبَرُواْ } إلى المتصفين بتلك الصفات ، وهو مبتدأ وخبره ما بعده ، والجمل مستأنفة . وقيل إن { أولئك } وما بعده خبر لقوله : { وَعِبَادُ الرحمن } كذا قال الزجاج ، والغرفة : الدرجة الرفيعة ، وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها ، وهي في الأصل لكلّ بناء مرتفع ، والجمع غرف . وقال الضحاك : الغرفة الجنة ، والباء في { بِمَا صَبَرُواْ } سببية ، وما مصدرية : أي يجزون الغرفة بسبب صبرهم على مشاق التكليف { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وسلاما } قرأ أبو بكر والمفضل والأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي وخلف : { يلقون } بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف ، واختار هذه القراءة الفراء ، قال : لأن العرب تقول : فلان يلقي بالسلام والتحية والخير ، وقلّ ما يقولون يلقي . وقرأ الباقون بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف ، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم لقوله : { ولقاهم نَضْرَةً وَسُرُوراً } [ الإنسان : 11 ] ، والمعنى : أنه يحيي بعضهم بعضاً ، ويرسل إليهم الربّ سبحانه بالسلام ، قيل التحية البقاء الدائم والملك العظيم ، وقيل هي بمعنى السلام ، وقيل إن الملائكة تحييهم وتسلم عليهم ، والظاهر أن هذه التحية والسلام هي من الله سبحانه لهم ، ومن ذلك قوله سبحانه : { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سلام } [ الأحزاب : 44 ] ، وقيل معنى التحية : الدعاء لهم بطول الحياة . ومعنى السلام : الدعاء لهم بالسلامة من الآفات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.