الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالَ رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ} (28)

ثم خصص من العام للبيان أنفسهم وآباءهم . لأن أقرب المنظور فيه من العاقل نفسه ومن ولد منه ، وما شاهد وعاين من الدلائل على الصانع ، والناقل من هيئة إلى هيئة وحال إلى حال من وقت ميلاده إلى وقت وفاته ، ثم خصص المشرق والمغرب ، لأن طلوع الشمس من أحد الخافقين وغروبها في الآخر على تقدير مستقيم في فصول السنة وحساب مستو من أظهر ما استدل به ؛ ولظهوره انتقل إلى الاحتجاج به خليل الله ، عن الاحتجاج بالإحياء والإماتة على نمروذ بن كنعان ، فبهت الذي كفر . وقرىء : «رب المشارق والمغارب » . الذي أرسل إليكم بفتح الهمزة .

فإن قلت : كيف قال أوّلاً : { إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } وآخراً { إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } ؟ قلت : لاين أوّلاً ، فلما رأى منهم شدّة الشكيمة في العناد وقلة الإصغاء إلى عرض الحجج خاشن وعارض : إنّ رسولكم لمجنون ، بقوله : { إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } .