الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَفَبِعَذَابِنَا يَسۡتَعۡجِلُونَ} (204)

{ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } تبكيت لهم بإنكار وتهكم ، ومعناه : كيف يستعجل العذاب من هو معرض لعذاب يسأل فيه من جنس ما هو فيه اليوم من النظرة والإمهال طرفة عين فلا يجاب إليها . ويحتمل أن يكون هذا حكاية توبيخ يوبخون به عند استنظارهم يومئذ ، و { يَسْتَعْجِلُونَ } على هذا الوجه حكاية حال ماضية .

ووجه آخر متصل بما بعده ، وذلك أنّ استعجالهم بالعذاب إنما كان لاعتقادهم أنه غير كائن ولا لاحق بهم ، وأنهم ممتعون بأعمار طوال في سلامة وأمن ، فقال تعالى : أفبعذابنا يستعجلون أشرا وبطرا واستهزاء واتكالا على الأمل الطويل .