الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ أَرۡبَابًاۚ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (80)

وقرىء «ولا يأمرَكم » بالنصب عطفاً على { ثُمَّ يَقُولَ } وفيه وجهان أحدهما أن تجعل «لا » مزيدة لتأكيد معنى النفي في قوله : { مَا كَانَ لِبَشَرٍ } والمعنى : ما كان لبشر أن يستنبئه الله وينصبه للدعاء إلى اختصاص الله بالعبادة وترك الأنداد ، ثم يأمر الناس بأن يكونوا عباداً له ويأمركم { أَن تَتَّخِذُواْ الملائكة والنبيين أَرْبَابًا } كما تقول : ما كان لزيد أن أكرمه ثم يهينني ولا يستخف بي . والثاني أن تجعل «لا » غير مزيدة . والمعنى : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى قريشاً عن عبادة الملائكة ، واليهود والنصارى عن عبادة عزير والمسيح . فلما قالوا له : أنتخذك رباً ؟ قيل لهم : ما كان لبشر أن يستنبئه الله ، ثم يأمر الناس بعبادته وينهاكم عن عبادة الملائكة والأنبياء . والقراءة بالرفع على ابتداء الكلام أظهر ، وتنصرها قراءة عبد الله «ولن يأمركم » . والضمير في { وَلاَ يَأْمُرَكُمْ } و{ أَيَأْمُرُكُم } لبشر . وقيل الله ، والهمزة في أيأمركم للإنكار { بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ } دليل على أن المخاطبين كانوا مسلمين ، وهم الذين أستأذنوه أن يسجدوا له .