الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ أَرۡبَابًاۚ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (80)

قوله ( وَلاَ يَامُرُكُمُ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيئِينَ ) الآية [ 80 ] من نَصَب يأمركم عطفه على الأول على ( يُّوتِيَهُ ) كأنه( {[10319]} ) وما كان لبشر أن يأمركم . ومن رفع قطعه من الأول( {[10320]} ) وتقديره عند سيبويه : ولا يأمركم الله( {[10321]} ) ، وعند الأخفش : وهو لا يأمركم( {[10322]} ) .

والتفسير يدل على النصب لأنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أتريد أن نعبدك ، فأنزل الله ( ومَا كَانَ لِبَشَرٍ ) أن يفعل كذا وكذا ، ولا أن يأمركم بكذا فنفى عنه ما أسندوا إليه( {[10323]} ) ، ثم قال : ولكن له أن يقول ويأمر ( كُونُوا( {[10324]} ) رَبَّانِيِّينَ )( {[10325]} ) .

ثم قال : ( اَيَامُرُكُم بِالْكُفْرِ ) أي أيأمركم نبيكم بالكفر فهذا ظاهر الآية والتفسير ، وهو تابع لقراءة النصب في المعنى .

وقيل المعنى أيأمركم الله بالكفر فهذا رد على قراءة من قراء بالرفع( {[10326]} ) .


[10319]:- (د): كأنه قال.
[10320]:- في يأمركم قراءتان: (أ) الرفع وهو قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو والكسائي وأهل الحرمين (ب) النصب وهو قراءة عاصم وابن عامر وحمزة وأبي إسحاق. انظر: السبعة 213 والقطع 229. وإعراب المشكل 1/164، والبحر 2/506.
[10321]:- انظر: الكتاب 3/52.
[10322]:- انظر: معاني الأخفش 1/412.
[10323]:- (ج): عليه.
[10324]:- (د): ولامر كونه.
[10325]:- انظر: أسباب النزول 66.
[10326]:- انظر: إعراب النحاس 1/347 والكشف 1/305.