الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ} (18)

{ وَعَشِيّاً } صلاة العصر . و { تُظْهِرُونَ } صلاة الظهر . وقوله : { وَعَشِيّاً } متصل بقوله : { حِينَ تُمْسُونَ } وقوله : { وَلَهُ الحمد فِى السماوات والأرض } اعتراض بينهما . ومعناه : إنّ على المميزين كلهم من أهل السموات والأرض أن يحمدوه .

فإن قلت : لم ذهب الحسن رحمه الله إلى أنّ هذه الآية مدنية ؟ قلت : لأنه كان يقول : فرضت الصلوات الخمس بالمدينة وكان الواجب بمكة ركعتين في غير وقت معلوم . والقول الأكثر أنّ الخمس إنما فرضت بمكة . وعن عائشة رضي الله عنها : " فرضت الصلاة ركعتين فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أقرّت صلاة السفر ، وزيد في صلاة الحضر " وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سره أن يكال له بالقفيز الأوفي فليقل : { فسبحان الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ( 17 ) } . . . الآية " وعنه عليه السلام : " من قال حين يصبح : { فسبحان الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } إلى قوله : { وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } أدرك ما فاته في يومه . ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته " ، وفي قراءة عكرمة : «حينا تمسون وحينا تصبحون » والمعنى : تمسون فيه وتصبحون فيه . كقوله : { يَوْمًا لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا } [ البقرة : 48 ] بمعنى فيه .