فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ} (18)

وجملة { وَلَهُ الحمد فِي السموات والأرض } معترضة مسوقة للإرشاد إلى الحمد ، والإيذان بمشروعية الجمع بينه وبين التسبيح كما في قوله سبحانه : { فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ } [ الحجر : 98 ] وقوله : { وَنَحْنُ نُسَبّحُ بِحَمْدِكَ } [ البقرة : 30 ] وقيل معنى { وله الحمد } أي الاختصاص له بالصلاة التي يقرأ فيها الحمد ، والأول أولى . وقرأ عكرمة : " حينا تمسون وحينا تصبحون " ، والمعنى : حينا تمسون فيه ، وحينا تصبحون فيه . والعشيّ : من صلاة المغرب إلى العتمة . قاله الجوهري ، وقال قوم : هو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ، ومنه قول الشاعر :

غدونا غدوة سحرا بليل *** عشيا بعد ما انتصف النهار

وقوله : { عشيا } معطوف على حين { وفي السماوات } متعلق بنفس الحمد ، أي الحمد له يكون في السماوات والأرض .

/خ27