النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ} (18)

{ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ } فيه قولان :

أحدهما : الحمد لله على نعمه وآلائه .

الثاني : الصلاة لاختصاصها بقراءة الحمد في الفاتحة .

{ وَعَشِّياً } يعني صلاة العصر .

{ وَحِينَ تَظْهِرُونَ } يعني صلاة الظهر وإنما خص صلاة الليل باسم التسبيح وصلاة النهار باسم الحمد لأن الإنسان في النهار متقلب في أحوال توجب حمد الله عليها ، وفي الليل على خلوة توجب تنزيه الله من الأسواء فيها فلذلك{[2170]} صار الحمد بالنهار أخص فسميت به صلاة النهار ، والتسبيح بالليل أخص فسميت به صلاة الليل .

والفرق{[2171]} بين المساء والعشي أن المساء بدو الظلام بعد المغيب ، والعشي آخر النهار عند ميل الشمس للمغيب وهو مأخوذ من عشا العين وهو نقص النور من الناظر كنقص نور الشمس ، فجاءت هذه الآية جامعة لأوقات الصلوات الخمس ، وقد روى سفيان عن عاصم أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس : هل تجد في كتاب الله الصلوات الخمس ؟ فقرأ هذه الآية .

قال يحيى بن سلام : كل صلاة ذكرت في كتاب الله قبل الليلة التي أسري فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم فليست من الصلوات الخمس لأنها فرضت في الليلة التي أسري به فيها وذلك قبل الهجرة بسنة ، قال : وهذه الآية نزلت بعد ليلة الإسراء وقبل الهجرة .


[2170]:هنا تشوش بالأصل فقد زيدت كلمة أخص وقد نقل القرطبي هذه الفقرة عن مؤلفنا حرفيا وقد قمت بتصويت هذه الفقرة من تفسيره ج 14 ص 15
[2171]:هذه العبارة كاملة حتى الشمس نقلها القرطبي عن الماوردي ص 16 ج 14.