فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ} (18)

{ وله الحمد في السماوات والأرض } معترضة مسوقة للإرشاد إلى الحمد والإيذان بمشروعية الجمع بينه وبين التسبيح ، كما في قوله سبحانه : فسبح بحمد ربك وقوله : ونحن نسبح بحمدك ، وقيل :معنى وله الحمد الاختصاص له بالصلاة التي يقرأ فيها الحمد والأول أولى .

{ وعشيا } عطف على حين ، وفيه صلاة العصر ، والعشي من صلاة المغرب إلى العتمة ، قاله الجوهري ، وقال قوم : هو من زوال الشمس إلى طلوع الفجر ، أي الحمد له يكون في السماوات والأرض { وحين تظهرون } أي تصلون صلاة الظهر ، كذا قال الضحاك ، وسعيد بن جبير ، وغيرهما قال الواحدي : قال المفسرون : إن معنى فسبحان الله فصلوا الله ، قال النحاس : أهل التفسير على أن هذه الآية في الصلوات الخمس ، قال : وسمعت محمد بن يزيد يقول : حقيقته عندي فسبحوا الله في الصلوات ، لأن التسبيح يكون في الصلاة وقال ابن عباس : كل تسبيح في القرآن فهو صلاة ، وعنه قال : جمعت هذه الآية مواقيت الصلاة فسبحان الله حين تمسون المغرب والعشاء ، وحين تصبحون الفجر وعشيا العصر ، وحين تظهرون الظهر .

وقد وردت أحاديث صحاح في فضل التسبيح ، وثواب المسبح ، وأخرج أحمد ، وابن السني والطبراني ، وغيرهم ، عن معاذ بن انس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله الذي وفى ؟ لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى : يقول سبحان حين تمسون ، وحين تصبحون ، وله الحمد الآية " وفي إسناده ابن لهيعة .

وأخرج أبو داود ، والطبراني ، وابن السني وغيرهم عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يصبح : سبحان الله إلى قوله وكذلك تخرجون ، أدرك ما فاته في يومه ، ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته " وإسناده ضعيف .